قدمت المملكة العربية السعودية خطوة استراتيجية نحو اعتماد وسيلة جديدة للمدفوعات الدولية عبر الانضمام إلى مشروع mBridge – مشروع مالي مبتكر يُديره بنك التسوية الدولية (BIS) بالاشتراك مع مجموعة من البنوك المركزية بما في ذلك الصين، هونغ كونغ، تايلاند، والإمارات العربية المتحدة. سيعمل نظام mBridge كمنصة متقدمة لتسهيل المعاملات والتبادلات عبر الحدود من خلال استخدام العملات الرقمية المركزية التي تديرها البنوك المركزية (CBDCs).
في قلب مبادرة mBridge يوجد بنية تحتية مبنية على تكنولوجيا سلسلة الكتل، تتصوّر تجربة تعامل فعالة وسلسة. يعمل النظام بمستوى من التأكيد واليقين، مضموناً إكمال المعاملات على الفور أو عدم إتمامها على الإطلاق، مما يجنب التعقيد والتأخير الذي يتعرض له شبكات البنوك التقليدية. يتم تحقيق ذلك من خلال بروتوكول يُشار إليه باسم “المدفوعات الذرية”.
رأينا مساهمات كبيرة في تطوير mBridge من جهات متقدمة مثل Tencent، وحش التكنولوجيا الصيني، الذي بدأ في اختبار وتحقيق حالات استخدام مختلفة للنظام منذ سبتمبر 2023. وبانتهاء مرحلة النموذج الأولي، حاز المشروع على زخم كبير، كما أظهرت تأييداً ملموساً من جانب المملكة العربية السعودية.
الاتحاد للمملكة مع دول BRICS يظهر تلميحاً إلى تحول محتمل في الديناميكيات الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى تحرك تدريجي بعيداً عن الاعتماد على الدولار الأمريكي، خاصة في سوق النفط. وهذا التلميح اكتسب ملمساً فعّالاً بعد الدعوات المتبادلة بين القادة وإنشاء صفقة بديلة للعملة بين السعودية والصين.
وما يجري من تطورات في mBridge يحدث بجانب الدعوات الدولية لليورو الرقمي من قبل شخصيات مثل كريستين لاغارد، والتحقيقات المستمرة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في إمكانية إصدار CBDC في الولايات المتحدة.
تلك التطورات كلها، في خلفية التوترات الجيوسياسية، تشير إلى منظر مالي متنوع يرى فيه العملات الرقمية تتحدى تدريجياً الأنظمة النقدية القائمة. وفي ظل هذه الصورة، يقدم أنصار البيتكوين حُججاً لتفوقه كآلية دفع مركزية، حيادية جيوسياسياً، وآلية تخزين قيمة، موقفاً بقوة رغم ظهور تكنولوجيات مالية جديدة مثل mBridge.