قرار مهم من قبل المحكمة العليا الأمريكية قد نقض مبدأ قانوني قام بدعم قوانين التنظيم الأمريكي لمدة أربعة عقود. إلغاء مبدأ “شيفرون” يشير إلى تحول كبير في توازن تفسير القوانين بعيدًا عن الجهات التنظيمية نحو السلطة القضائية.
منذ بداية هذا المبدأ، سمح بمبدأ “شيفرون” للجهات الحكومية، المعترف بها بخبرتها المتخصصة وتجربتها في التنفيذ العملي، بتفسير قوانين الكونجرس المكتوبة بشكل غامض. ومع قرار المحكمة الجديد، تم تقليل قيمة تخصص هذه الجهات والأفضلية أعطيت لتفسير القضاة. كما أكد القاضي الأعلى جون روبرتس في رأيه أن المحاكم، وليس الجهات التنظيمية، يتم اعتبارها الآن أكثر كفاءة في فك رموز التشريعات.
تبعات هذا القرار عميقة وفورية، لا سيما بالنسبة لأهداف البلاد البيئية والمناخية. قبل القرار، قامت المحاكم السفلى بتأييد بعض القوانين التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة، مثل اللوائح التي تفرض على صناعة الحفارات تمويل المراقبين لمنع الصيد المفرط باعتبارها ممارسة معقولة لسلطتها. الآن، قد تصبح مثل هذه اللوائح عرضة للتحديات القانونية المتزايدة.
وزارة حماية البيئة (EPA)، التي اعتمدت طويلاً على التقدير لفرض قوانين واسعة المجال مثل قانون الهواء النقي، قد تجد نفسها مقيدة بموقف المحكمة الأخير. حماية البيئة، بما في ذلك تحديد انبعاثات الغازات الدفيئة وتنظيم المواد الضارة، قد تكون في خطر.
مع استمرار الدعاوى القانونية، تلجأ الهيئات الحكومية، توجها للتغير القانوني المتحرك، إلى تكييف نهجها التنظيمي. يتوقع المجتمع القانوني وجود نزاع طويل حول تفاصيل قانون الإدارة. بينما قد يمهد إلغاء مبدأ “شيفرون” الطريق للجهات الداعمة للبيئة لمساءلة الوكالات عن الإجراءات الغير كافية، إلا أن الاتجاهات القضائية الحالية تشير إلى خلاف ذلك.
للتخفيف من هذه التحديات، قد تحتاج البرلمانات إلى إصدار قوانين أكثر دقة. ومع ذلك، تواجه البيئة السياسية عقبات في وضع سياسات بيئية محددة بشكل صارم، خاصة مع التغيرات المحتملة في قيادة الحكومة التي قد تعرقل أو تراجع التشريعات البيئية. بينما تشتد حرارة الكوكب بسرعة، فإن الضرورة للحكم البيئي الواضح والفعال لم يكن أبدًا أكثر إلحاحًا.